لم يكن أحد يتوقع أن تواجه شركة فيس بوك انتقادات مجددا للترويج لتطبيق Onavo Protect من
خلال تطبيقها الرسمي بدعوى الحفاظ على الخصوصية وحماية بيانات المستخدمين،
لكن الشركة لا تذكر بوضوح أن تطبيق Onavo Protect هو أحد التطبيقات
المملوكة لها.
ما المشكلة في استخدام Onavo Protect ؟
Onavo
Protect هو تطبيق VPN مثل أي تطبيق آخر، تعمل تطبيقات VPN على حماية
بيانات المستخدمين وسلوكهم على الإنترنت من المراقبة من قبل الشركات
المزودة لخدمة الإنترنت، كما يمكن لهذه التطبيقات أن تجعل المستخدم يتصفح
الإنترنت وكأنه يتصفحه من دولة أخرى من خلال تمرير الإتصال عبر خادم
“سيرفر” موجود في هذه الدولة الأخرى، وتستخدم هذه التطبيقات خوازميات تشفير
لحماية بيانات المستخدمين.
وتتوفر تطبيقات VPN غالبا مقابل اشتراك شهري أو سنوي (على سبيل المثال يتوفر تطبيق NordVPN
الذي يعتبر من أفضل تطبيقات VPN الآن لمدة 3 سنوات مقابل 99 دولار
أمريكي)، فيما يتوفر تطبيق Onavo Protect مجانا لمستخدمي آيفون، لكن
التكلفة هنا هي أن فيس بوك تكون قادرة على مراقبة والحصول على بيانات عن
استخدام الإنترنت وعن التطبيقات الأخرى التي يستخدمها مستخدمي Onavo
Protect، حتى إذا كانوا لا يستخدمون تطبيق فيس بوك.
واستخدمت
فيس بوك تطبيق “اونافو” على سبيل المثال لمراقبة الوقت الذي يقضيه
المستخدمين في استخدام تطبيق Snapchat بعد أن أطلقت ميزة “قصص انستجرام”
لمنافسة التطبيق، وفقا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال، كما اعتمدت فيس
بوك على البيانات التي جمعتها من “اونافو” لإطلاق ميزة دردشة الفيديو
الجماعية في تطبيقها للتراسل الفوري ماسنجر، وذلك بعد أن قدم تطبيق HouseParty
ميزة مشابهة وهو ما أثر على فرصه في النمو، ولم تكشف فيس بوك بوضوح عن كون
تطبيق Onavo Protect أحد تطبيقاتها، كما لم توضح الشركة أيضا أنها تستخدم
بيانات المستخدمين لهذه الأغراض.
وقال
إيريز نافيه احد التنفيذيين في شركة Onavo الإسرائيلية التي استحوذت عليها
فيس بوك في عام 2013 لموقع تك كرنش تعليقا على الإنتقادات الموجهة للشركة،
أن التطبيق يجمع بيانات المستخدمين بهدف التعرف على الخطط التي تستخدمها
الجهات المختلفة بغرض اختراق ومراقبة أجهزة المستخدمين، وقال أن المستخدمين
يعرفون أن التطبيق يجمع بيانات عنهم.
وتتلخص مشكلة استخدام Onavo
Protect في استبدال فيس بوك نفسها بالشركات المزودة لخدمة الإنترنت، يعتمد
مستخدمي الإنترنت على تطبيقات VPN لمنع هذه الشركات من مراقبة استخدامهم
للإنترنت والحفاظ على خصوصيتهم، لكن مع استخدام Onavo تذهب هذه البيانات
إلى فيس بوك، وتواجه فيس بوك خلال الشهور الماضية أزمة ثقة من قبل
المستخدمين بسبب مشكلة انتشار المعلومات المضللة عبر منصتها الاجتماعية.